الملك : احد افراد العائلة كان منافقاً

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

 روى جلالة الملك عبدالله الثاني من خلال كتابه 'فرصتنا الاخيرة ' لحظة عودة الراحل الملك حسين بن طلال إلى عمان يقود الطائرة بنفسه من لندن إلى مطار ماركا عام 1999 ، مشيراً إلى أن الوجوه لم تكن كلها يوماً صادقة .


وتاليا نص ما كتب جلالة الملك عبدالله الثاني.

في التاسع من كانون الثاني /يناير 1999 حط والدي بطائرته من طراز طغلف ستريم 4' التي قادها بنفسه من لندن ، في مطار ماركا قرب عمان .

خرج من الطائرة وكان مرتدياً بدلة دكناء اللون والكوفية ، كان المشهد في المطار زاخراً بالعواطف الجياشة حيث تجمع مئات الناس لاستقباله والترحيب به ، فيما غصت شوارع عمان بآلاف المواطنين . 

في تلك الليلة من تموز /يوليو حين أخبرني أن مرض السرطان عاوده ، راودني حلم بأن والدي عاد إلى الأردن وأن شعبنا خرج بالآلاف ، كما فعلوا بعد شفائه من مرضه الأول في العام 1992 ،للترحيب به والإعراب عن فرحتهم بعودته ، لقد صح الحلم ، ولكن في الحياة الحقيقية لن نكون أمام نهاية سعيدة .

انهمرت الدموع من عيني رانيا ، أما أنا فكنت ابذل طاقتي من الجهد للسيطرة على عواطفي . لكن لم تكن كل العواطف التي ظهرت على الوجوه يومذاك صادقة .

توافد افراد العائلة والسياسيون ورسميو الديوان الملكي للترحيب بمليكهم العائد وكان السلوك الذي نهجه والدي مع المرحبين درساً عميقاً في إدارة شؤون الدولة والحكم .

كأنه بنظرة سريعة جال على المرحبين ، فقبل بعضهم ، وحضن البعض ، وصافح بعضاً ثالثاً ، أما البعض الرابع فمر به متجاوزاً ولم يعره حتى التفاتة اعتراف بأنه رآه ، كان يعرف تماماً من هم الذين حفظوا الولاء في غيابه ومن الذين سقطوا .

احد افراد العائلة حاول أن يقبله حين كان يصافحه فدفعه والدي بعيداً عنه . وادراكاً منه أن والدي كان يعرف نفاقه ، انفجر الرجل باكياً .