العراق يناشد الأمم المتحدة وقف مشروع أميركي لتسليح الأكراد والسنة
جراءة نيوز - اخبار الاردن -
دعا وزير الخارجيّة العراقي إبراهيم الجعفريّ، امس الأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف من المحاولات الرامية لما اسماه «تمزيق وحدة النسيج المجتمعي في البلاد والمساس بسيادته».
وكان الجعفري يشير الى مشروع قانون في الكونغرس الأمريكي يتضمن السماح بتمويل أمريكي مباشر لكل من البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق)، وقوات أمنية قبلية سنية (العشائر)، وقوات الحرس الوطني السني العراقي (قوات غير حكومية تتولى حماية المحافظات السنية)، على أن تعامل كل من هذه القوات كدولة لتوافي اشتراطات منح التمويل الأمريكي المباشر المنصوص عليها دستوريا.
وقوبل مشروع القانون برفض الحكومة العراقية التي تقودها الشيعة لكنه لاقى استحسان السنة والاكراد على حد سواء.
وجاءت مطالبة الجعفري خلال لقائه امس مع مُمثـِّل الأمين العامِّ للأمم المُتحِدة في العراق يان كوبيتش، بحسب بيان لوزارة الخارجية العراقية.
وشدد الجعفري خلال اللقاء على «أهمّيّة أن تؤدي الأمم المُتحِدة دوراً في دعم، ومُساعَدة العراق في الجوانب المُتعدِّدة: (الإنسانيّة، والأمنيّة، والسياسيّة، والخدميّة)».
وقال إنَّ «الأمم المُتحِدة هي المظلة الدوليّة المسؤولة عن حماية، ومُسانـَدة شُعُوب العالم، مُشيراً إلى أنَّ وزارة الخارجيّة مُستعِدّة لتقديم كلِّ التسهيلات لإنجاح عمل البعثة الأمميّة في العراق، وتوظيف الجُهُود، والطاقات لتوفير كلِّ أنواع الدعم، والمُساهَمة في حفظ أمن، واستقرار العراق».
كما شدد الوزير العراقي على «ضرورة أن تقف الأمم المُتحِدة موقفاً شجاعاً بوجه كلِّ المُحاوَلات التي تسعى لتمزيق وحدة النسيج المُجتمَعيِّ العراقيّ والمسِّ بسيادته».
من جانبه قال مُمثـِّل الأمين العامّ للأمم المُتحِدة في العراق يان كوبيتش إنه «سيبذل كلَّ الجُهُود، والإمكانات لتقديم المُساعَدات للعراق في مُختلِف المجالات».
واشار الى أنه «سيتباحث مع الأمين العامّ للأمم المُتحِدة بان كي مون خلال زيارته للأمم المُتحِدة في نيويورك بكلِّ ما من شأنه تعزيز عمل البعثة الأمميّة، والمُساعَدة على حفظ وحدة، وأمن، واستقرار العراق».
ووفق مراقبين فإن مشروع القانون الأمريكي يمنح مجالاً واسعاً للولايات المتحدة الأمريكية بتجنب التعامل مع الحكومة العراقية وتوجيه الدعم مباشرة إلى السنة والكرد وتدريب قواتهم على يد القوات الأمريكية لأن الحكومة العراقية رفضته سابقاً.
في غضون ذلك قال مسؤول محلي عراقي امس، إن مواجهات وقعت بين الحشد الشعبي (قوات شيعية موالية للحكومة) وقوات شرطية يساندها مسلحو العشائر، في عامرية الفلوجة بمحافظة الأنبار غربيي البلاد، مشيرا إلى وقوع جرحى بين الجانبين.
وأوضح المسؤول المحلي الذي طلب عدم نشر اسمه، أن «قوة من الحشد الشعبي حاولت امس، الدخول إلى قضاء العامرية جنوبي مدينة الفلوجة، قادمة من بغداد»، بحجة المساعدة في محاربة «داعش».
وأضاف المسؤول المحلي، أن «القوات الشرطية يساندها مسلحو العشائر، أوقفت قوات الحشد الشعبي التي تحاول الدخول إلى عامرية الفلوجة وطالبتهم بالموافقات الأمنية للدخول إلى القضاء»، مشيرا إلى أنه «حدثت مشادات كلامية بين الطرفين تطورت الى مواجهات استخدمت فيها الأسلحة بين القوات الأمنية وعناصر الحشد الشعبي».
وتابع المسؤول المحلي، ان «المواجهات مستمرة حتى الآن وأوقعت إصابات بين القوات الأمنية والحشد الشعبي».
ولفت إلى «وجود جهات حكومية تحاول حل النزاع وإيقاف المواجهات لتجنب وقوع ضحايا».
وتختلف أطراف عراقية بشدة حول إمكانية مشاركة قوات الحشد الشعبي، مع القوات الأمنية في المواجهات مع عصابة «داعش» بمحافظة الأنبار ذات الغالبية السنية، إلا أن العديد من عشائر الأنبار والحكومة المحلية بالمحافظة لم تبدِ موافقتها فحسب بل طالبت حكومة بغداد بضرورة إشراك الحشد الشعبي في المعارك ضد داعش».