كيف يمكن للحكومة زيادة سعادة الأردنيين؟

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

تراجعت سعادة الأردنيين بصورة لافتة في السنوات الماضية، بحسب تقرير نشرته شبكة الأمم المتحدة لحلول التنمية المستدامة قبل أيام.

تقرير الشبكة أظهر تراجع ترتيب الأردن في السعادة بين دول العالم ثماني مراتب؛ إذ تراجع الأردن من المرتبة 74 من بين 156 دولة في تقرير السعادة العالمي لعام 2013 إلى المرتبة 82 من بين 158 دولة في تقرير السعادة لعام 2015.

تراجع جعل الأردن من بين أكثر خمس دول في العالم تراجعت سعادة مواطنيها على مقياس علمي مكون من عشر درجات، أعدته الشبكة على وقع قرار تبتنه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2011 يدعو الدول إلى قياس سعادة مواطنيها؛ لمساعدتها في رسم سياساتها العامة.

التقرير أظهر أنّ سعادة الأردنيين تراجعت بين عامي 2012 و2014 بمقدار 0.749 نقطة على مقياس عشري للسعادة، مقارنة بالفترة الممتدة بين عامي 2005 و2007.

تغيير يبدو أنه غير ذي بال، لكنه انتهى بالأردن أن يحتل المرتبة 120 من بين 125 دولة قاس التقرير سعادتهم بناء على دراسات علمية، ليحظى الأردن بلقب أنه خامس أكثر عشر دول تراجعت سعادة مواطنيهم في العقد الماضي.

وفي القراءة الأولية، ربما يسارع كثيرون إلى ربط تراجع سعادة الأردنيين إلى توالي أزمات اقتصادية ومالية عصفت بهم خلال سبع سنوات عجاف.

لكن "السنوات السمان" لسن الحاسمات في تحقيق سعادة المواطنين؛ إذ كشف التقرير أنّ الحرّية السياسيّة وشبكات الدعم الاجتماعي وغياب الفساد عوامل أكثر أهمّية من الثروة في شرح الاختلافات بين الدول السعيدة والبائسة.

أمر يفتح الباب على مصراعيه أمام الحكومة لتزيد سعادة المواطنين رغم "أيام شدة" يعيشها العباد والبلاد هذه الأيام، وفقاً لتأكيد رئيس الوزراء عبدالله النسور خلال زيارته أوائل الشهر الحالي.

فمن بين العوامل الستة الحاسمة في إسعاد المواطنين، حسب التقرير المبني على أرقام ودراسات علمية، ثمة عامل لا يحتاج إلى أموال وموازنات، ومع ذلك يساهم في إسعاد المواطنين؛ إذ يرى التقرير أن منح المواطنين حرية اتخاذ قرارات حياتهم يساهم في سعادة بلدان بدرجة توازي محاربة الفساد.

ندرك يقينا "أننا لا نعيش في سويسرا" كما قال وزير داخلية سابق ذات مرة، لكننا نريد أن نبتسم قليلا من تحت أعباء المديونية ولهيب النيران من حولنا، لعل توسيع نافذة الحريات وهجرة ثقافة "ما يسمى" يزيد من سعادةٍ يفترض التقرير أنها جوهر السياسات العامة.