إضراب عام في القدس المحتلة ومواجهات اثر قتل الاحتلال للشهيد ابو غنام
جراءة نيوز - اخبار الاردن -
يسود الإضراب العام مدينة القدس المحتلة إثر مواجهات عنيفة اندلعت أمس مع قوات الاحتلال الإسرائيلي احتجاجاً على قتل الشهيد علي أبو غنام أثناء مروره عبر إحدى الحواجز العسكرية.
وشهدت مدينة القدس توترات منذ فجر أمس فور تأكيد نبأ استشهاد أبو غنام (17 عاماً)، حيث قام أهالي قرية العيسوية، شمال شرق القدس، بإغلاق الطريق الواصل بين مستوطنة "معاليه أدوميم" والمدينة المحتلة.
وأغلقت المحال التجارية أبوابها تعبيراً عن غضبها العارم ضدّ عدوان الاحتلال، تزامناً مع إعلان الحداد لثلاثة أيام في بلدة الطور عبر المآذن.
وخرجت المدن الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة ضمن مسيرات وتظاهرات احتجاجية ضد جريمة الاحتلال بحق الشهيد أبو غنام، الذي قتله الاحتلال بدم بارد عند حاجز ما يسمى "الزعيم" العسكري، شرق مدينة القدس المحتلة.
وقال الناشط أحمد أبو رحمة إن "مسيرات شعبية انطلقت أمس من نابلس إلى منطقة حوارّة ومن رام الله إلى حاجز عوفر، وفي مدينتي الخليل وبيت لحم، وعند الحواجز العسكرية ونقاط الاحتكاك مع الاحتلال، احتجاجاً ضدّ العدوان الإسرائيلي". وأضاف، لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، إن "هناك دعوات من قبل القوى الوطنية والإسلامية للخروج الشعبي إلى الشوارع ضد عدوان الاحتلال الذي يتمادى في اعتداءاته ضدّ الشعب الفلسطيني، وبحق المقدسات الدينية في القدس المحتلة".
وأوضح بأن "الاحتلال يشن حالياً حملة شرسة ضدّ أهالي القدس المحتلة وبحق المقدسات الدينية، أسوة باستهدافه لكل أبناء الشعب الفلسطيني"، من دون استبعاد "تصاعد عدوانه خلال الفترة المقبلة". ولفت إلى أهمية "التوجه للمحكمة الجنائية الدولية من أجل محاسبة الاحتلال ومحاكمته على جرائمه التي يرتكبها ضدّ الشعب الفلسطيني".
وكان الشاب علي سعيد أبو غنام، من سكان بلدة الطور شرق المدينة المحتلة، استشهد ليلة اول من أمس على يدّ جنود الاحتلال الذين أطلقوا صوبه عدة رصاصات اخترقت جسده، وذلك أثناء عبوره حاجز "الزعيم"، شرق مدينة القدس.
من جانبها، أدانت حركة "فتح" جريمة قتل الفتى أبو غنام على يد جنود الاحتلال، والتي اعتبرتها "عنصرية، وإرهاباً منظماً".
وقالت، في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة، إن "جريمة قتل الفتى أبو غنام من قرية الطور، ارتكبت بدوافع عنصرية، وإننا على يقين أن العالم سيدرك مدى تمرد جنود وضباط جيش الاحتلال على القانون الدولي، واستهتار دولة الاحتلال بقيم احترام الروح الإنسانية".
وأضافت إن "جرائم قتل أطفال الشعب الفلسطيني وفتيانه تثبت حجم الهبوط والسقوط المريع لمنظومة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وانفلات سلاحها بيدّ جنودها الذين تحركهم نوازعهم المشبعة بالقتل، ونظرة التفوق العنصري".
وأهابت الحركة "بجماهير الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة للتعبير عن رفضهم لمنهج انفلات السلاح لدى جنود الاحتلال والمستوطنين"، مؤكدة "ثقتها بقدرتهم على مواجهة ممارسات الاحتلال، بمزيد من الصمود والتمسك بالأرض وحرية التنقل".
بدورها، قالت حركة "حماس" إن "حادثة قتل الفتى أبو غنام بدم بارد من قبل جنود الاحتلال تشكل سياسة عنصرية يتحمل مسؤوليتها أعلى المستويات السياسية والأمنية لدى الاحتلال".
وقال الناطق باسم الحركة حسام بدران إن "الاحتلال يواصل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، مستغلاً حالة ضعف الموقف الفلسطيني وتردد السلطة وبطء توجهها لمحاكمته على جرائمه". وأضاف، في تصريح أمس، إن "سلطات الاحتلال ستواصل عدوانها في كل الأوقات بسبب حالة الضعف تلك"، داعياً "الشعب الفلسطيني إلى مواجهة جرائم الاحتلال، فالدم الفلسطيني لن يكون رخيصاً أبداً".
وأكد بأن "الاحتلال بانتظار ردات فعل من الفلسطينيين من حيث لا يتوقع"، موضحاً أن "المقاومة ستبقى دوماً أفضل وسيلة للدفاع عن النفس والوصول إلى تحقيق الحقوق الفلسطينية والتحرر من الاحتلال".
من جهته، قال أمين عام التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المحتلة ديمتري دلياني، إن "جريمة اغتيال الشاب أبو غنام تضاف إلى سلسلة الجرائم العنصرية الإسرائيلية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني والمقدسات الدينية".
وأضاف دلياني، وهو عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن "المقدسيين لن يغادروا أرضهم، بل سيواصلون حماية مقدساتهم وممتلكاتهم وحقوقهم الوطنية والثقافية والدينية"، مؤكداً ضرورة "تحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة عدوان الاحتلال".