خمـس وفيـات و 130 إصابـة بـ «انفلونزا الخنازير» في المملكة

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

توقع مسؤولو وزارة الصحة زيادة عدد الوفيات والاصابات بانفلونزا H1N1 او ما يعرف بانفلونزا الحنازير في الأيام القادمة، باعتبار التوقيت ذروة الاصابات، مؤكدين ان ظهور الحالات قد يختفي في نهاية الشهر الحالي.
وأكدت الوزارة حدوث خمس وفيات مشخصة بالانفلونزا، فيما لم تؤكد او تنفي حدوث الوفاة السادسة في مدينة الزرقاء امس.
 كما اكدت تسجيلها 130 اصابة بين شديدة ومتوسطة وخفيفة في كافة محافظات المملكة في شهر اذار.
واشار المتحدثون في المؤتمر الصحفي الذي عقد امس في مبنى الوزارة لتوضيح انتشار فيروس H1N1 ووقوع عدد من الوفيات ان الفيروسات لا يمكن التنبؤ بسلوكها وان موسم الانفلونزا ومن خلال رصد وزارة الصحة بات يأتي متأخرا ويبدأ مع الخريف بدلا من الشتاء وهو ما تم رصده في المملكة في العامين الحالي والسابق.
واكد امين عام الوزارة الدكتور ضيف الله اللوزي عدم وجود ضرورة لاغلاق مدارس او جامعات او وضع اي قيود على السفر والخروج، مشيرا الى ان هذه اجراءات غير مطلوبة عالميا لانه مرض موسمي بسيط يمكن التخلص منه بالوقاية والمتابعة الحثيثة.
واضاف ان منظمة الصحة العالمية توصي باجراءات الوقاية والرصد، والمانع الوحيد لحدوث العدوى او المضاعفات، هو الوقاية بأخذ المطعوم قبل موسم الشتاء، مبينا انه في هذا الموسم ستكثر الاصابات والوفيات.
واشار اللوزي الى ان الامراض التنفسية الحادة من أهم أسباب المراضة والوفاة الناجمة عن الامراض المعدية في العالم وهي من اكثر الاسباب المتكررة التي تؤدي الى مراجعة المستشفيات والمراكز الصحية.
واوضح  اللوزي ان حجم الاصابات والوفيات اذا تم مقارنتها مع امراض اخرى قليل، مؤكدا ان الوزارة لن تخفي اي معلومات عن المواطنين لان التوعية هي اساس الشفاء.
وطالب المواطنين بمراجعة المستشفيات عند ظهور اعراض الانفلونزا، مشددا على ضرورة الوقاية عن طريق اخذ المطعوم الوقائي المتوفر في السوق المحلي.
واكد اللوزي حرص الوزارة الدائم على توفير العلاج في الاسواق، قائلا «لدينا تجربة سابقة حين احضرنا المطاعيم الخاصة بانفلونزا الحنازير في عام 2009 واحجم المواطنون عن استخدامها، ما دفع الوزارة الى اتلافها رغم التأكيدات السابقة بانه تم استبدالها بعدد من الادوية».
وبين اللوزي ان الفيروس المسبب لهذا المرض له القدرة على الانتشار من شخص الى اخر ويصيب جميع الاعمار وخاصة الشباب ومتوسطي العمر لعدم وجود مناعة كافية ضده، حيث انه فيروس جديد تماما على المستوى العالمي اكتشف لاول مرة في الجائحة الاخيرة عام 2009 .
واكد اللوزي ان اهم الطرق التي تؤدي الى انتشار الانفلونزا هي الاقتراب من الشخص المريض والملامسة المباشرة للافرازات والملامسة غير المباشرة.
من جانبه، قال مدير الامراض السارية في وزارة الصحة الدكتور محمد العبداللات ان الفيروس موجود في البيئة المحيطة بنا وفي المنازل والمطاعم وكل مكان، موضحا ان موسم الانفلونزا ومن خلال رصد الوزارة بات يأتي متأخرا، حيث كان ذروة حدوثه في اشهر ايلول وتشرين الاول والثاني، لكنه الآن بات يأتي في اشهر متأخرة تمتد من كانون الاول الى شهر نيسان.
وقال «لابد ان نوصي المواطنين باخذ المطعوم في شهري كانون الاول والثاني بعد ان كنا نوصي بها قبل بداية الشتاء لتغير نمط الانفلونزا.
ورغم استمرار الوزارة برصد كافة الامراض التنفسية في الوزارة الا ان H1N1 لم يعد من الامراض التي يبلغ عنها، كونه يعد من الانفلونزا الموسمية ويتوفر له المطعوم والعلاج.
واشار العبداللات الى انه لم يعد هناك فيروس اسمه انفلونزا الخنازير لان هذا الوباء استمر مدة عام وانتهى ولدينا المخزون الكافي من العلاجات سواء من التاميفلو او الريلانزا وتم اضافة هذا الفيروس الى مطعوم الانفلونزا الموسمية الموجود والمتوفر في الاسواق.
وحول الاعراض، اشار الدكتور العبداللات الى ان اعراض المرض تتركز في ارتفاع درجة الحرارة الى ما فوق 38 درجة مئوية والاحتقان والسعال ويترافق احيانا بالام مفصلية واسهال وفترة الحضانة للفيروس تمتد الى 3 ايام وهو معد في هذه الفترة وينصح بالراحة في البيت والاكثار من فيتامين سي واخذ العلاجات اللازمة.
اما الوفيات فيؤكد العبداللات ان الانفلونزا تحدث العديد من المضاعفات لفئات ذات اختطار عالٍ وهي فئة الاطفال دون سن الخامسة واصحاب الامراض المزمنة مثل مرضى السرطان والسكري ومرضى الفشل الكلوي وفئة الحوامل، حيث تسبب لهذه الفئات والتي لا تتجاوز 1% اعراض شددية تؤدي الى حدوث التهاب رئوي حاد.
اما بالنسبة لحدوث وفيات في فئة الشباب، اكد العبداللات ان دخول الفيروس في الجسم قد يؤدي الى ضعف المناعة حتى الوصول الى الاعراض الشديدة وحدوث الوفاة.
وبين ان الانفلونزا تصيب سنويا وعلى مستوى العالم من 3 الى 5 ملايين حالة يتوفى منها سنويا من 250 الفا الى 500 الف حالة، ويبلغ معدل الوفاة في امريكا 3% فيما يبلغ معدل الوفاة في المملكة 2 بالعشرة بالمائة، حيث تسجل المملكة سنويا من 150 الى 200 الف حالة شديدة وهناك الاف الحالات البسيطة التي لا يتم رصدها.
ولفت العبداللات الى ان اجراءات الوزارة بدأت في الشهر الماضي وقامت بتأمين اللقاح والعلاج مجانا للكوادر الصحية وحجاج بيت الله الحرام، لان الوزارة تؤمن ان الاجراءات الوقائية جزء من العلاج، مؤكدا ان الامور تحت السيطرة.
واكد في سياق حديثه ان الوزارة تؤكد خلو المملكة من اي اصابات بانفلونزا الطيور، ولم يتم تسجيل اي حالة منذ عام 2006 وهي حالة لوافد عولج وقتها في مستشفى الكرك الحكومي ولم نسجل حالات جديدة بالكرونا.
من جهته، قال مدير الرعاية الصحية الاولية الدكتور بشير القصير ان الوزارة ومنذ الخريف الماضي عملت على توفير الوقاية للمجتمع بشقيها الاجرائي والوقائي حيث تم توفير المطعوم اللازم لكافة انواع المسببات الفيروسية ومن ضمنها H1N1 وتوفير كافة العلاجات المضادة للفيروسات وتوفيره في المستشفيات والسوق المحلي وتدريب الكوادر الطبية على اجراءات ضبط العدوى والتعامل مع الحالات المؤكدة والحالات المشتبه بها، اضافة الى قيام الوزارة باصدار نشرات توعوية في الاجراءات الوقائية.
وبين القصير ان الوزارة مستمرة في عمليات رصد الانفلونزا بشكل عام في 5 مستشفيات في الاقاليم الثلاثة في الشمال والجنوب والوسط كما تقوم الوزارة باجراء الاستقصاء الوبائي اللازم لمنع انتشار العدوى.
واكد القصير ان الوزارة ايضا تقوم بعمل الكشوفات المخبرية الخاصة بكافة الحالات المشتبه بها وحالات الكورونا عن طريق مختبرها المركزي الذي يعمل طيلة ايام الاسبوع والعطل الرسمية من اجل تشخيص اي حالة مشتبه بها واتخاذ الاجراءات اللازمة، مبينا ان تاكيد او نفي الاصابات يظهر من خلال النتيجة النهائية في غضون 4 الى 6 ساعات، مؤكدا ان العلاج المبكر يعطي نتائج ونسب شفاء عالية.