السعودية تطلق «عاصفة الحزم» لإنقاذ اليمن من سيطرة الحوثيين

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

أطلقت السعودية منتصف ليل الاربعاء الخميس عملية عسكرية واسعة النطاق ضد المتمردين الحوثيين في اليمن تحت مسمى «عاصفة الحزم» وبمشاركة دول عربية واسلامية ما أدى الى الحاق أضرار كبيرة بالقدرات العسكرية للمسلحين الشيعة الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من اليمن.
وقد حصلت العملية بسرعة على دعم دولي واسع لاسيما من الولايات المتحدة والجامعة العربية التي اكد امينها العام نبيل العربي من شرم الشيخ حيث تعقد القمة العربية السبت «التأييد التام» للعملية العسكرية التي قال انها «ضد اهداف محددة لجماعة الحوثيين الانقلابيين». وقال مصدر في الدفاع المدني ان «14 مدنيا بينهم اطفال ونساء قتلوا في الغارات السعودية خلال الليل» اصابت منازل تقع في حي قريب من المطار الدولي في صنعاء وبالقرب من قاعدة جوية تم قصف مدرجها الوحيد بحسب سكان.
وكانت السعودية اكدت ان «اكثر من عشر دول» تشارك في العملية للدفاع عن الرئيس عبدربه منصور هادي في مواجهة تقدم المتمردين الحوثيين الشيعة. واكدت دول مجلس التعاون الخليجي ما عدا سلطنة عمان في بيان مشترك انها قررت ان تلبي نداء الرئيس هادي بالتدخل لحماية الشرعية. وتهدف هذه العملية بحسب الرياض الى «الدفاع عن الحكومة الشرعية ومنع حركة الحوثيين المتطرفة (المدعومة من ايران) من السيطرة على البلاد». وفي واشنطن، اعلن البيت الابيض ان الولايات المتحدة تنسق بشكل وثيق مع السعودية وحلفاء عرب اخرين في اطار العملية العسكرية.
وجاء في بيان لبرناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الامن القومي الاميركي ان «الرئيس (باراك) اوباما سمح بتقديم مساعدة لوجستية ومخابراتية في العمليات العسكرية التي تقودها دول مجلس التعاون الخليجي». وفي وقت لاحق، عقد وزير الخارجية الاميركي جون كيري مؤتمرا عبر الدائرة المغلقة مع نظرائه من دول الخليج حول الوضع في اليمن واشاد بالعملية العسكرية ضد الحوثيين بحسب مسؤول في الخارجية. واشار المسؤول الى الى دعم واشنطن «بما في ذلك من خلال تامين المعلومات الاستخباراتية والمساعدة في اختيار الاهداف والدعم اللوجستي للضربات» ضد المتمردين.
وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن لندن تؤيد قرار السعودية التدخل عسكريا في اليمن. واعتبرت الوزارة أن التصرفات الأخيرة للحوثيين أظهرت عدم احترامهم للعملية السياسية. كما أعلنت تركيا تأييدها للعملية العسكرية التي تقودها السعودية ضد جماعة الحوثي في اليمن وطالبت الجماعة وداعميها الأجانب بالكف عن التصرفات التي تهدد السلام والأمن بالمنطقة.
اما طهران الداعمة للحوثيين فسارعت الى التنديد بالعملية العسكرية واعتبرت انها «خطوة خطيرة». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية افخم ان العملية «تزيد من تعقيد الوضع واتساع الازمة وتقضي على فرص التوصل الى حل سلمي للخلافات الداخلية في اليمن».
وقال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري ان بلاده ترفض «التدخل العسكري الاجنبي» في اليمن وتؤيد «الحلول السلمية» للنزاع في هذا البلد. وقال الجعفري «لسنا مع الضربة ولسنا مع التدخل الاجنبي».
كما ادانت جماعة حزب الله اللبنانية الضربات الجوية التي تقودها السعودية معتبرة انها عدوان ظالم يسير بالمنطقة تجاه مزيد من التوتر. ودعت الجماعة الشيعية المدعومة من ايران السعودية وحلفاءها الى وقف الضربات فورا وبلا شروط.
بدورها حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي من «تداعيات اقليمية خطيرة». وقالت فيديريكا موغيريني ان «الاحداث الاخيرة في اليمن ادت الى تفاقم الوضع الهش اصلا بشكل خطير في البلاد وقد تكون لها تداعيات اقليمية خطيرة». واضافت «انني مقتنعة بان العمل العسكري ليس حلا».
كما اكدت موسكو دعمها لسيادة اليمن ووحدة اراضيه، داعية الأطراف اليمنية وحلفاءها الخارجيين إلى وقف الأعمال القتالية.
وعبرت سوريا عن قلقها العميق بشأن ما وصفته بالتطورات الخطيرة في اليمن. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر بوزارة الخارجية قوله إن دمشق تحث الأطراف اليمنية على الحوار للتوصل إلى حل سياسي.
وذكرت السلطات السعودية ان مصر والمغرب والاردن والسودان وباكستان تطوعت للمشاركة في العملية العسكرية ضد الحوثيين. وتضاف هذه الدول الى دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة والكويت وقطر). واكد بيان رسمي سعودي نشرته وكالة الانباء الرسمية ان العملية ادت الى «تدمير الدفاعات الجوية للمتمردين الحوثيين في قاعدة الدليمي العسكرية (ملاصقة لمطار صنعاء) وتدمير بطاريات صواريخ سام واربع طائرات مقاتلة». واضافت ان العملية التي اطلق عليها اسم «عاصفة الحزم» بدأت عند منتصف الليل (21,00 تغ الاربعاء) وان وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز قاد شخصيا اطلاقها من غرفة العمليات في المملكة.
وقال مراسل وكالة فرانس برس ان انفجارات قوية دوت في العاصمة مع رد المضادات الارضية لدى مرور الطائرات الحربية في سماء صنعاء. كما استهدفت الغارات ايضا مقر المكتب السياسي للحوثيين الذين سيطروا على صنعاء في ايلول بحسب مصادر محلية.
وخصصت المملكة مئة مقاتلة و150 الف عسكري حسب ما ذكرت محطة «العربية» التلفزيونية السعودية ومقرها دبي بالاضافة الى 85 طائرة من الامارات وقطر والبحرين والكويت والاردن والمغرب والسودان. وسلطنة عمان هي الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي لم تشارك في العملية. وأعلن السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير خلال مؤتمر صحفي في واشنطن أن دولا حليفة من دول الخليج العربية وغيرها انضمت إلى المملكة في الحملة العسكرية في محاولة لحماية الحكومة الشرعية للرئيس اليمني والدفاع عنها. وقال الجبير سنفعل كل ما يلزم من أجل حماية الحكومة الشرعية في اليمن من السقوط.
وعاش سكان صنعاء ليلة من الذعر على وقع الانفجارات المدوية للصواريخ المنهمرة من السماء والدفاعات الجوية الكثيفة من الارض، فيما هرب الالاف من منازلهم خوفا من القصف وهرعوا لشراء المؤن والوقود.
الى ذلك، اكدت مصادر عسكرية ان قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين هربت من مواقعها في صنعاء خوفا من تعرضها للقصف الجوي.
وفي الجنوب، اكد مصدر امني في مطار عدن ان مسلحي اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي استعادت أمس السيطرة على المطار، وذلك بعد انطلاق العملية العسكرية ضد الحوثيين. وقال المصدر ان «الكتيبة الموالية ل(الرئيس السابق) علي عبدالله صالح التي سيطرت على مطار عدن انسحبت خوفا من القصف الجوي واستعادت اللجان الشعبية السيطرة على المطار».
واندلعت اشتباكات أمس في عدة انحاء من جنوب اليمن بين الحوثيين والمقاتلين الموالين للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ما اسفر عن مقتل 26 شخصا بحسبما افاد مسؤول محلي ومصادر عسكرية. وقال المسؤول ان مواجهات اندلعت في الحوطة عاصمة محافظة لحج بين «اللجان الشعبية» الموالية للرئيس هادي والحوثيين الذي تمكنوا من دخول المدينة الواقعة شمال عدن. وسادت حالة من الفوضى والارباك في مدينة عدن بعد بدء العملية العسكرية السعودية، وسجلت اشتباكات في المدينة، بين مسلحين يعتقد انهم من انصار الحركة الحوثية ومجموعات مسلحة مناهضة لهم بحسب مصادر عسكرية. وظهر العشرات من المسلحين في المدينة بعد ان هجرت وحدات من الجيش مواقعها واسلحتها الثقيلة بما في ذلك الدبابات بحسب مصادر عسكرية. وقال مصدر عسكري ان «سكانا بدأوا بنهب المعدات العسكرية ونخشى ان يكونوا قد سيطروا على اسلحة ثقيلة.
من جانبه صرح مصدر عسكري مصري بأن مصر شاركت في الحملة التي تقودها السعودية في اليمن بقوات بحرية وجوية. وقال المصدر مصر شاركت بقوات بحرية وقوات جوية. وإلى الآن لا توجد نية للمشاركة البرية. وقال مسؤول سعودي على دراية بالشؤون الدفاعية قد تكون هناك حاجة إلى هجوم بري لاستعادة النظام.
واعلن مسؤولون في قناة السويس ان اربع سفن حربية عبرت القناة أمس في طريقها الى خليج عدن، وذلك في الوقت الذي اكدت فيه القاهرة مشاركتها في العملية العسكرية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن. ومن المقرر ان تشارك السفن الاربع في «حماية» خليج عدن بحكم الاهمية الاستراتيجية لموقعه في جنوب البحر الاحمر عند مدخل قناة السويس.
وقال وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين إن بلاده ستشارك بقوات جوية وبرية في عمليات عاصفة الحزم ضد المقاتلين الحوثيين باليمن. وأضاف قائلا للصحفيين إن القوات السودانية بدأت في تحريك آليات باتجاه منطقة العمليات. كما أكدت الرباط «تضامنها المطلق» مع السعودية وتأييدها للحفاظ على الشرعية في اليمن، دون ان تتحدث عن مشاركتها الفعلية في العملية العسكرية. وأفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون ليل الاربعاء الخميس أن «المملكة المغربية تابعت عن كتب وبانشغال كبير التطورات الخطيرة التي عرفتها الجمهورية اليمنية والمتمثلة في استعمال القوة والعنف والإمعان في نسف مكتسبات الحوار الوطني اليمني وضرب الشرعية». وأضاف البيان أنه «أمام هذه السلوكات وما تحمله من مخاطر على نطاق واسع، فإن المملكة المغربية تعلن عن تضامنها الكامل والمطلق مع المملكة العربية السعودية وتأييدها للحفاظ على الشرعية في اليمن». واكد البيان استعداد المغرب «للدفاع عن المملكة العربية السعودية في خطاها لدرء أي سوء قد يطال أرضها أو يمس من قريب أو من بعيد، الحرم الشريف أو يهدد السلم والأمن في المنطقة برمتها».
في السياق، امر ولي ولي العهد ووزير الداخلية السعودي الامير محمد بن نايف قادة الامن الداخلي في المملكة بتعزيز التدابير الامنية في المنشآت النفطية والحيوية وعلى الحدود، وذلك بعد اطلاق عملية عسكرية ضد الحوثيين في اليمن. وبحسب وكالة الانباء الرسمية، أكد الامير محمد بن نايف لقادة اجهزة الامن الداخلي «اهمية تعزيز كافة الإجراءات الأمنية على حدود المملكة وفي جميع المرافق العامة والمنشآت النفطية والصناعية». وطلب الامير «التعامل بحزم مع كل من تسول له نفسه النيل من الأمن وتنفيذ الأنظمة بحقه».