"انتفاضة السفراء" هل ستطيح بالرجل العابر للوزارات

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

 لم تخمد فضيحة استقالة السفير منذر الخصاونة قبل يومين احتجاجا على التعسف والتمييز بين موظفي وزارة الخارجية، حتى اعلن السفير باسم خريس امس السبت استقالته لذات الاسباب التي دفعت بزميله للاستقالة.

اللغة غير المسبوقة التي عبر فيها السفيران عن احتجاجهما على سياسة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ناصر جودة اظهرت حجم الغضب والقهر ازاء إدارة الوزير العابر للحكومات، وكشفت جملة من التجاوزات في التعيينات والتنقلات بين السفراء.

وكان قرار تعيين السفير زهير النسور نجل رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، سفيرا للمملكة في سلطنة عمان القاسم المشترك في دوافع استقالة السفيرين، بعد ظن الوزير جودة انه نجح في اقناع الرأي العام والنواب بأحقية السفير النسور بالتعيين، الا انه كان للخصاونة وخريس رأي اخر فقد قلبا الطاولة على وزيرهما حين كشفا ان تعيين زميلهم جاء تجاوزا للانظمة المتبعة في تعيين السفراء، حيث لم يتم مراعة الاقدمية والرتبة.

ويبدو ان تعيين جودة نائبا لرئيس الوزراء في التعديل الوزاري الاخير اشعل نيران غضب السفراء ودفعهم للخروج عن صمتهم والمجاهرة في مظلمتهم بعد ان شعروا ان وزيرهم الذي يظلمهم يكافأ دون وجه حق.

وفي سابقة هي الاولى في تاريخ وزارة الخارجية، وقد تكون الاولى التي تشهدها مؤسسات الدولة ، قرّع السفيران الوزير جودة بلغة شديدة اللهجة، وهاجما ما اعتبراه اختزال الدور المؤسسي في الوزارة بشخص الوزير واصبحت الوزارة بمثابة مزرعة خاصة للوزير ، وهو ما يتوافق مع النكات والتعليقات الساخرة التي يطلقها مغردون تعليقا على استمرار جودة في موقعه منذ عام 2008 ، والتي تصب في ذات المعنى.

ويؤخذ على الوزير جودة، وفق مراقبين، تعيين المقربين وشخصيات من خارج كادر الوزارة سفراء في الخارج متجاوزا الانظمة والاعراف المتبعة في التعيينات وحتى التنقلات.

ويرى متابعون للاداء السياسي للوزير جودة أن الاخير لم يكن بحجم التحديات والظروف القاهرة المصيرية التي تشهدها المملكة، كما انه لم يكن على قدر المسؤولية في ما اعتبروه مساندة الاردن دبلوماسيا لمواجهة متوالية الضغوط التي تعرضت لها الدولة في السنوات الاخيرة لاسيما في ملف الازمة السورية.

وفي ظل ما يمكن وصفه 'انتفاضة السفراء' في الخارجية ، نطرح العديد من التساؤلات عن مآلات الازمة التي تعصف بالخارجية، وعن قدرة الوزير جودة في اخماد الانتفاضة قبل ان تتسع رقعتها، والسؤال الاهم ' هل كان تعيين جودة نائبا للرئيس مكافأة من الرئيس النسور ام فخا أوقع فيه منافسه القوي؟!!'.