متطلبات الجامعة لمرحلة البكالوريس
توزع الساعات المعتمدة المطلوبة لنيل درجة البكالوريس في كليات الجامعات الوطنية الى متطلبات الجامعة و بواقع 27 ساعة معتمدة للتخصصات الجامعية التي يبلغ عدد ساعاتها 132 الى 134 ساعة معتمدة والى متطلبات التخصص و التي تقسم بدورها الى متطلبات الكلية و متطلبات التخصص الدقيق.
تهدف متطلبات الجامعة الى تشكيل ارضية مشتركة لجميع طلبة الجامعة الهدف منها زيادة قدرة الطالب على التواصل و التعبير باللغتين العربية و الانجليزية و اثراء معرفته في مجالات المعرفة الانسانية و الاجتماعية و العلمية و التقنية و تعزيز فهمه لحضارة امته و فكرها «تعليمات منح درجة البكالوريس في الجامعة الاردنية».
متطلبات الجامعة بدورها تقسم الى مجموعتين هما المواد الاجبارية و بواقع اربعة مساقات هي مساق للغة العربية و مساق للغة الانجليزية و اخر للعلوم العسكرية و رابع للتربية الوطنية و اما المجموعة الثانية ففيها المواد الاختيارية و بواقع خمسة مساقات يختارها الطالب من ثلاثة مجالات هي مجال العلوم الانسانية و مجال العلوم الاجتماعية و الاقتصادية و مجال العلوم و التكنولوجيا و الزراعة و الصحة.
ان تعليمات منح درجة البكالوريس في الجامعات الوطنية تتشابه الى حد بعيد و قد يصل هذا التشابه الى حد التطابق فيما يخص متطلبات الجامعة، ففي بحث بسيط في تعليمات منح درجة البكالوريس لاثنتين من اهم الجامعات الوطنية تبين ان متطلبات الجامعة الاجبارية هي نفسها في الجامعتين و ان متطلبات الجامعة الاختيارية تتشابه الى حد كبير.
تضم قائمة المواد التي يجب على الطالب ان يدرسها كمتطلب اجباري او اختياري على مجموعة كبيرة من المواد المهمة فهي تضم مساقا للتربية الوطنية و اخر للثقافة الاسلامية و ثالث للرياضة في حياتنا و رابع للاسعافات الاولية و خامس للزراعة و البيئة.
ان المطلع على واقع مساقات متطلبات الجامعة في الجامعات الوطنية الان يدرك تماما انه لم يعد هدف الطالب من هذه المساقات زيادة قدرته على التواصل او اثراء معرفته في مجالات المعرفة المختلفة بقدر ما هو الحصول على علامات مرتفعة تخدمه في الحفاظ على معدله التراكمي في وضع معين، فالاصل في مساق التربية الوطنية ان يتعلم الطالب مجموعة من المفاهيم التي تزيد من انتمائه لوطنه و الاصل من مساق الاسعافات الاولية ان يتعلم الطالب اساسيات الاسعاف التي من الممكن ان يستفيد منها في حياته اذا ما اقتضت الحاجة. و حتى نكون منصفين لا يتحمل الطلبة وحدهم ما وصل اليه واقع متطلبات الجامعة بل تتحمل الجامعات الوطنية جميعها جزءا من المسؤولية فقد وصلت الامور الى ان اصبحت متطلبات الجامعة الاجبارية منها و الاختيارية مصدرا للحصول على منافع مالية تحت ما يسمى بمواد اضافية على العبء التدريسي لعضو هيئة التدريس مدفوعة الاجر.
ان الواقع الذي وصلت اليه متطلبات الجامعة بحاجة الى وقفة مراجعة من المسؤولين و صناع القرار من اجل اعادة الشأن لهذه المتطلبات، و من اجل تطوير و اعادة الشأن لهذه المتطلبات اقترح في هذه المقالة افكارا اجملها على النحو التالي:
اولا: ادخال مساقات جديدة تتواكب مع متغيرات العصر مثل التغير المناخي و ثقافة البحث العلمي و الابداع و الاقتصاد المعرفي و غيرها.
ثانيا: العمل على تطوير محتوى المساقات الموجودة كي تعالج مشكلات جديدة.
ثالثا: حصر تدريس هذه المساقات على الاساتذة الاعلى رتبة من اعضاء الهيئات التدريسية.
رابعا: اشراك رؤساء الجامعات و عمداء الكليات في تدريس هذه المتطلبات فمن افضل من عميد كلية الشريعة لتدريس مساق الثقافة الاسلامية و من افضل من عميد كلية التمريض لتدريس مساق الاسعافات الاولية.
خامسا: اتباع اساليب مبتكرة في تدريس هذه المساقات فعلى سبيل المثال لتدريس مساق الاقتصاد و المجتمع الاردني يتولى عميد كليه الاقتصاد تدريس هذا المساق على ان يخصص جزء مهم من محاضرات هذا المساق لدعوة محاضرين من خارج الجامعة مهتمين بموضوع المساق من خبراء في الاقتصاد و محللين اقتصاديين و اصحاب قصص نجاح في الصناعة الوطنية و غيرهم.
متطلبات الجامعة تعتبر جزءا مهما من مرحلة البكالوريس تربط ما بين عالم المدرسة و عالم الجامعة يجب الاهتمام بها و العمل على تطويرها كي تكون كفاية فاعلة من الكفايات التي يجب على طالب البكالوريس ان يتقنها عند تخرجه.