"فريال" كادت تفقد طفلتها لضيق العيش ..وطفلتها : بابا ساعدني
جراءة نيوز - اخبار الاردن -
طالبته بمصروف المنزل ، فهي لا تملك ما يسد رمقها ، وطفلتيها ،إلا انه لا يملك شيئا من راتبه ..
فريال - اسم وهمي - متزوجة منذ (6) سنوات ، تعمل مصففة شعر في بيتها ، وبالكاد تحصل مصروف المنزل ، زوجها موظف حكومي ، يذهب راتبه في سداد ديونه ، وفي سداد قرض كان قد اشترى به سيارة ، يعيش وعائلته المؤلفة من زوجته وطفلتيه في منزل للإيجار ، طعامهم 'متواضع' ، يعتمدون غالبية وقتهم على 'الكعك' و'الشاي' ، واحيانا على 'البيض' والجبنة ، حيث يتنالون (3) وجبات ذات الطعام ...
'فريال' تقف طوال اليوم حائرة بحالها وحال زوجها ، طيبة القلب ، متفانية في عملها ، وتعمل من أجل مساعدة زوجها وبالكاد تستطيع العيش ، فحالها حال الكثيرات اللواتي يقفن بجانب أزواجهن ، وامشكلة لديها أن زوجها يعتمد على عملها في مصروفه الشخصي من بنزين ، ومصروف دخان ، وما أن تنقطع السبل بهما ، حيث تبدأ فريال بالتفكير طويلا ، متسائلة ، من الذي أريد منه مالا ؟! .
وما أن تاخذ المال من السيدة التي بحقها مبلغا من المال ، حتى تعطيه لزوجها ، لسد احتياجاته ، وتبقى وطفلتيها بلا مال ، بل تبقى مكتفية بالكعك والشاي .. وهكذا
بالأمس تناولت طفلتها 'سنتان' كمية كبيرة من الدواء ، وأصيبت بالغثيان ، ولم تستطع فريال أن تنقذها في ذات اللحظة ، بل اكتفت تبكي وزوجها على طفلتها ، فهي لا تملك المال لأخذها للمستشفى لإجراء غسيل للمعدة ، حيث تناولت دواء منع الحمل وحبوب لللحديد ، وهنا لا بد من إسعافها تحسبا من تفاقم الامر ، إلا أن طفلتها أخذت 'تستفرغ' ، مستنجدة بوالديها : بابا ساعدني ...
زوج فريال ، نظر إلى طفلته ، فهي في حالة صعبة ، وما باليد حيلة ، وفريال تبكي حالها ، ماذا افعل ؟؟! فلا يوجد في المنزل سوى نصف دينار، ودعت الله أن ينقذ طفلتها ، فضيق العيش هو السبب ...
فريال وزوجها ، وبعد نوم طفلتهما ، لم يناما طوال الليل ، فطفلتهما نامت بعد عناء نتيجة لتعبها ، وباتا يتابعان صحتها وهي نائمة ، تحسبا من أمر طارئ لا قدر الله ... وفي صباح اليوم الطفلة 'سليمة' ، إلا ان الإعياء واضح عليها ...
فريال .. الزوجة الصالحة التي لا تعترض على ابتلاء القدر لها بضيق عيشها ، ترضي ربها ، وزوجها وتلاعب طفلتيها بأمل أفضل ...
فالفقر أهلك عائلات أردنية ولا بواكي لهم ، فكم من طفل توفي لعدم قدرة العائلة على مساعدته وعلاجه ، لكنهم في جنان الخلد 'طيور الجنة'.