مأساة "صهيب" .. حادث سير يقتله وتفاصيل تبكي لأجلها القلوب - صورة
جراءة نيوز - اخبار الاردن -
رحل دون سابق إنذار ، رحل مخلفا وراءه ذكريات أليمة ، كان القدر ينتظره على طريق العقبة - الطفيلة ، وكانت أنياب مصيره المجهول تنتظره دون أن يشفع له ربيع عمره ، ودون أن تشفع له محبة عائلته وأصدقائه له ، لكنه القدر ...
فقد رحل الشاب صهيب خلدون المحيسن (28) عاما عن هذه الدنيا ، يوم الاحد الماضي ، أثناء عودته من العقبة إلى مكان سكنه في الطفيلة 'العيص' ، ولم يثنه الثلج والظروف السيئة عن العودة إلى مسقط رأسه ، ليتفقد شقيقاته ، فطيبة قلبه وضميره والخوف على شقيقاته عوامل ساهمت ليتحدى المحيسن الثلج ، لكن القدر بالمرصاد ..
كان يقود مركبته ، وهو على يقين أن يلعب الثلج مع شقيقاته ، وأن يحتسي الشاي معهن ، فهو المعيل الوحيد لهن ، بعد وفاة والدته منذ سنوات ، وبعد وفاة والده منذ شهر تقريبا ، ليلحق بوالده ووالدته ، والفجيعة أن يترك شقيقاته يبكين شقيقهن الوحيد 'صهيب' ، وتصاب القلوب بآلام الحزن المفجع ، وتعود الذاكرة إلى ذلك الشاب الذي يسعى جاهدا لإسعاد شقيقاته ، وتعويضهن عن فقدان والديهن ، لكنهن فقدوا صهيب أيضا ..
أصدقاء صهيب كانوا بانتظاره في الطفيلة ، يترقبون عودته من العقبة على أحر من الجمر ، فهو الصديق الصدوق ، وهو الطموح الذي يطمح بتوفير حياة كريمة وبلقمة عيش حلال ، وهو صاحب الابتسامة التي تقود إلى أمل مفقود ، مسامح ، كريم بشهادة أصدقائه الذين ما زالوا يفتقدون روحه الطيبة ، وابتسامته التي غادرت مع روحه وجسده ، ولم يبق بعده إلا صورا تزيد المأساة ألما.
حادث مروع ، وانقلاب مركبته ، أمام مركبة أصدقاء كانوا يسيرون خلفه ، وشهدوا على وفاة صديقهم الودود ، وليس باليد حيلة ، لأنه لا مفر من الموت ..
الاحد 1/11 ذكرى وفاة صهيب المحيسن ، وذكرى تعتصر القلوب لأجل من ذهب ، تاركا خلفه شقيقاته يبكين شقيقهن الوحيد والبكر ، والذكرى الأليمة تزيد ألما إن كان صاحبها ذي سيرة عطرة حيث يُفتقد عطره في مكان تعودت أن تراه فيه .
صهيب ، نم قرير العين والله سيرى بعين الرأفة من تلقفته ذكراك الأليمة ، فبالأمس ودعت والدتك ووالدك ، واليوم يودعونك محبوك بدموع أثقلتها محبتك ، فالموت 'هادم اللذات'.
وما زالت 'العيص' تستذكرك ، وتستذكر ما حلمت به يا 'صهيب' أمام شجر أعلن حزنه على من ترك الحياة فجأة، علما ان مثواه الأخير وارى الثرى في العقبة نظرا لسوء الاحوال الجوية ..'إنا لله وإنا إليه راجعون'..