جودة: ينفي وجود لقاءات فلسطينية إسرائيلية قريبة في عمان لإعادة تقييم المباحثات السابقة

جراءة نيوز - عمان - اكد وزير الخارجية ناصر جودة ان الأردن لن يقوم بتحديد لقاءات فلسطينية إسرائيلية خلال الفترة المقبلة، حتى تتم عملية المراجعة والتقييم للمباحثات السابقة، نافيا أن يكون الاردن هو البلد الوحيد الذي يتحدث بتفاؤل عن هذه المحادثات.

وقال جودة خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية الألماني جيدو فيستر فيلي، في مبنى وزارة الخارجية مساء امس، إن الاردن سيستمر في بذل جميع الجهود الممكنة لمحاولة إعادة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات، وصولا الى مفاوضات مباشرة تؤدي في آخر المطاف الى تحقيق الهدف المنشود، متمثلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف 'لن نقوم بتحديد لقاءات خلال الفترة المقبلة، كوننا الآن في مرحلة مراجعة وتقييم'، نافيا أن يكون الاردن هو البلد الوحيد الذي يتحدث بتفاؤل عن المحادثات الفلسطينية الاسرائيلية.

وبين جودة ان الواقع يشير الى ان الاردن هو صاحب الحق ولديه مصلحة في بقاء المباحثات، مشيرا إلى أن الأولوية تكمن في استمرارها، مضيفا 'ما نريده هو دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل'. وأضاف 'لدينا نقطة اساسية مركزية وهي بيان الرباعية وإطارها الزمني، وعندما بدأنا المباحثات لم نرفع سقف التوقعات كما لم نخفضها، فهناك مبادرات عديدة عبر سنوات ماضية'.

وأكد جودة متانة العلاقات التي تربط الأردن وألمانيا في مختلف الميادين، والحرص المشترك على الحفاظ عليها، والبناء على ما تم انجازه، لافتا الى الزيارة المهمة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني الى المانيا في شهر تشرين الثاني الماضي.

وعلى الصعيد الاقتصادي، اشار جودة الى العديد من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في مجال تبادل الديون، ومجالات الدعم الاقتصادي وغيرها.

بدوره، اعتبر وزير الخارجية الألماني جيدو فيستر فيلي، ان المبادرة الأردنية التي جمعت الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في مباحثات 'استكشافية' في عمان، جاءت في وقتها، معبرا عن دعم بلاده التام للمبادرة وترحيبه بها وامتنان ألمانيا للقيادة السياسية في الأردن ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني.

وتمنى الوزير الألماني خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية ناصر جودة في مبنى الوزارة في عمان مساء امس، ان تؤدي المباحثات الى نتائج مثمرة، مؤكدا ضرورة استمرارها، وأنه ' لا بديل عن المفاوضات للوصول الى حل الدولتين'. وأشار الى ان منطقة الشرق الأوسط تعيش وقتا يتسم بالتغيير، معتبرا ان هناك طريقتين لتحقيق هذا التغيير ، 'احداهما طريقة الثورة، كما حصل في مصر، والأخرى عبر التطور، على غرار ما يحدث في الأردن'، معتبرا ان كلتا الحالتين قابلتان للنجاح، اعتمادا على نتائجهما.

وأشاد فيلي بالإصلاحات والتعديلات الدستورية التي جرت في الأردن، مؤكدا دعم المانيا للأجندة الإصلاحية القائمة، مضيفا 'نعمل معا للوصول الى نتائج ملموسة'.

وبخصوص الشأن السوري، رحب فيلي بقرارات واقتراحات جامعة الدول العربية ومواقفها، مؤكدا دعم بلاده لهذه القرارات، موضحا ان 'كل من يهتم بالسلم والتنمية في المنطقة، يجب ان يدعم مقررات الجامعة العربية في مجلس الامن'.

وشدد على اهمية ان يضغط المجتمع الدولي لوقف العنف، واتخاذ قرارات من مجلس الأمن بهذا الخصوص.

وحول العلاقات الثنائية الأردنية الألمانية، اشار فيلي الى ان هذه هي زيارته الرابعة الى الأردن، ما يدل على اهمية الدور الذي ينهض به الاردن، معبرا عن سعادة بلاده لشراكتها وصداقتها مع الأردن على سائر المستويات.

واشار الى وجود مشاريع مشتركة بين الجانبين، ومنها قرب الافتتاح الرسمي للجامعة الاردنية الألمانية.

وكان الوزيران اجريا مباحثات قبل المؤتمر الصحفي، تناولت العلاقات الثنائية والجهود المبذولة لدفع عملية السلام، وآخر التطورات والمستجدات التي تشهدها المنطقة، بخاصة تطورات الاوضاع في سورية.

واكد الطرفان خلال اللقاء، عمق وتميز العلاقات بين البلدين، سواء على المستوى الثنائي او على مستوى العلاقة بين الاردن والاتحاد الاوروبي بشكل عام، بخاصة في ظل حصول الاردن على الوضع المتقدم في علاقاته مع الاتحاد.

وبحث الجانبان خلال اللقاء نتائج ومخرجات الاجتماعات التي عقدت في عمان بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي برعاية اردنية، في محاولة لكسر الجمود الذي يعتري عملية السلام منذ عام ونصف العام.

وتم الاتفاق على استمرار التشاور والتنسيق في الايام القادمة مع الاطراف المعنية و'الرباعية الدولية'، ولجنة المبادرة العربية للسلام، لتقييم مخرجات هذه الاجتماعات، بهدف الوصول الى آلية للاستمرار بالمفاوضات، وكيفية التحرك في المرحلة القادمة. واعرب جودة عن تقديره للجهود الالمانية في العمل على بناء الثقة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، واقناعهما بالعودة لاستئناف المفاوضات.

واكد جوده دعم الاردن الثابت للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية، من خلال المفاوضات التي يجب أن تستند الى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، وهو الامر الذي يشكل مصلحة أردنية عليا، مشيرا الى ان المفاوضات هي السبيل الامثل لتحقيق هذا الهدف.