ردا على تقرير أممي حذر احتمال تحرك صدع البحر الميت مدير مرصد الزلازل الأردني: النشاط الزلزالي في الأردن متوسط والصفيحة العربية لا تتصادم

وكاله جراءة نيوز - عمان - نفى مدير مرصد الزلازل الاردني الدكتور توفيق اليازجين وجود تأكيدات اممية رسمية باحتمال حدوث تحرك في صدع البحر الميت، مؤكدا ان النشاط الزلزالي في الاردن تميز دائما بقوته المتوسطة ولا يقارن بدول مثل تركيا واليابان.

 

وقال ردا على تقرير اممي نقلته وسائل اعلام اخيرا ويحذر من احتمال تحرك صدع البحر الميت ،انه ليس بمقدور احد التنبؤ او نفي حدوث زلزال في مكان معين او وقت معين.

 

واضاف ان معطيات كتالوج الزلازل الوطني تشير الى ان قوة الزلازل المسجلة التي حدثت في المملكة لم تتجاوز 2ر6 درجة ،خاصة وان الصفيحة العربية تتميز بالإزاحة الجانبية وليس بالتصادم.

 

وعن التوقعات للقوة الزلزالية التي من الممكن ان تحدث في المنطقة بناء على القراءات التاريخية، قال الدكتور اليازجين ان النظام الزلزالي لكل من وادي عربة ووادي الاردن وفي ضوء السجلات الزلزالية لكاتالوج الزلازل الأردني لآخر الفي عام يشير الى ان أقصى قوة لزلزال متوقع في منطقة وادي الاردن سيكون بقوة ( 5ر6 الى 5ر7 ) درجة على مقياس ريختر ولمنطقة وادي عربة (5ر5 الى 5ر6) درجة.

 

وبهذا الخصوص، قال الدكتور اليازجين ان أقوى زلزالين تم تسجيلهما في المملكة كان الأول في منطقة الكرامة عام 1927 بقوة 2ر6 درجة على مقياس ريختر فيما حدث الثاني عام 1995 في الجزء الجنوبي من خليج العقبة وأيضا بقوة 2ر6 درجة.

 

واكد ان الاردن كان من اوائل الدول العربية التي اعدت كودا زلزاليا استعدادا لاي طارئ وذلك بناء على المعطيات التي جمعها مرصد الزلازل الاردني والتي على اساسها تم وضع خريطة الخطورة الزلزالية للمملكة.

 

وعرض الدكتور اليازجين للطبيعة الزلزالية لمنطقة البحر الميت ،وقال انها الجزء الاهم من صدع حفرة الانهدام الذي يشكل بدوره الحد الغربي للصفيحة العربية، كما يعتبر الجزء الاكثر نشاطا من الناحية الزلزالية على امتداد الصفيحة العربية، مبينا أن منطقة حفرة الانهدام بشكل عام والبحر الميت بشكل خاص شهدت نشاطا زلزاليا متفاوتا خلال الاعوام العشرة الاخيرة، .

 

وقال ان منطقة البحر الميت من الممكن ان تتعرض لنشاط زلزالي في كل من اجزاء جنوب البحر الميت (وادي عربة) وشمال البحر الميت (وادي الاردن).

 

وأوضح أن معطيات كتالوج الزلازل الأردني والتي بدأت عام 1983 وحتى الاول من شهر كانون الثاني الحالي سجلت أكثر من 2500 حدث زلزالي تراوحت قوتها من 2 إلى 5ر5 درجة حسب مقياس ريختر ضربت المنطقة (من وادي عربة جنوبا وحتى طبريا شمالا) بالاضافة الى العواصف الزلزالية التي ضربت منطقة خليج العقبة خلال الفترة 1983-1995.

 

وعن الية رصد الزلازل في المملكة، قال اليازجين ان مرصد الزلازل التابع لسلطة المصادر الطبيعية ومن خلال شبكة محطات الرصد الموجودة لديها تمكنت من تحديد المناطق الاكثر عرضة للزلازل او مصادر النشاط الزلزالي، وحجم ودرجة النشاط الزلزالي لكل منطقة بالاضافة الى دراسة واستنباط جميع معاملات الخطورة الزلزالية في هذه المناطق.

 

وعن القدرات الوطنية في مجال رصد الزلازل،قال ان مرصد الزلازل الاردني انشئ عام 1983 من خلال مشروع تعاون مع الولايات المتحدة الاميركية، حيث كانت البداية بثماني محطات متنقلة، بعد ذلك تم تطوير وتوسيع شبكة محطات رصد الزلازل على عدة مراحل حتى وصل عددها في منتصف التسعينيات الى 26 محطة رصد زلازل تلمترية و27 محطة لرصد الحركة القوية، واستمر الحال على هذا المستوى طيلة مرحلة التسعينيات وحتى عام 2007.

 

واشار الى مشروع تحديث شبكات رصد الزلازل الذي بدأته سلطة المصادر الطبيعية على عدة مراحل ولمدة ست سنوات، مبينا ان السلطة تمكنت من تنفيذ 80 بالمئة من مشروع التحديث.

 

وكانت منظمة تابعة للأمم المتحدة، حذرت ، من احتمال تحرك صدع البحر الميت، مشيراً إلى أن خط الصدع هذا هو 'الأعمق والأشد فتكا في الشرق الأوسط'.

 

وذكر 'مكتب إستراتيجية الأمم المتحدة للحد من الكوارث، أن الصدع، الذي يفصل بين الصفيحتين الجيولوجيتين الإفريقية والآسيوية يشق طريقه من أثيوبيا وصولا إلى جنوب وشرقي لبنان مرورا بوادي البقاع.'

 

ويشار إلى أن تحرك الصدع عام 1759 تسبب في هزة أرضية عنيفة بلغت قوتها 7 درجات بمقياس ريختر، ما أسفر عن مصرع نحو 40 ألف شخص في المنطقة المحيطة بالعاصمة اللبنانية بيروت، بحسب ما نقل الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة.

 

ويتوقع الخبراء عودة النشاط الزلزالي في المنطقة في فترات زمنية تتراوح ما بين 250 إلى 300 عام، بحسب المصدر.

 

والزلازل هي عبارة عن هزات أرضية تصيب قشرة الأرض وتنتشر في شكل موجات في مساحات شاسعة. وتعاني قشرة الأرض دائما من الحركات الزلزالية نظرا لعدم استقرار باطنها إلا أن هذه الهزات المستديمة تكون عادة من الضعف بحيث لا نشعر بها ولا ترصدها إلا أجهزة الرصد (السيسموغراف- seismograph) وتنشأ عند حدوث تشقق وتكسر في قشرة الأرض بسبب اضطراب التوازن فيها.

 

والزلازل ثلاثة أنواع: زلازل بركانية: ويرتبط حدوثها بالنشاط البركاني، وأخرى تكتونية، وثالثة بلوتونية وتحدث على عمق سحيق داخل باطن الأرض.

 

وشهد العام الحالي أعنف هزة أرضية مدمرة بلغت قوتها 9 درجات بمقياس ريختر ضربت اليابان في مارس/آذار الماضي، علماً أن أعنف الهزات المسجلة وقعت بتشيلي عام 1960، وبلغت قوتها 9.5 درجة.