مجازر اجرامية بحق غابات عجلون والرقابة غائبة!!!!

جراءة نيوز - اخبار الاردن :

تشكل الغابات الطبيعية والصناعية في محافظة عجلون ما نسبته 34 % من مساحة المحافظة البالغة 419 ألف دونم وما يميز الغابات وجود اشجار البلوط والملول والقيقب والبطم والصنوبر واللزاب المعمرة .
 وعندما يسعفك الحظ لزيارة مناطق المحافظة المختلفة ذات الكثافة الحرجية في مناطق ام الخشب ، والسنة / منطقة القاعدة ، وخربة الضبعة / منطقة الصفصافة ، وشمسين ، وسرابيس ، والجُب ، وطريق عين جنا – سوف – عبين ، وراسون واشتفينا والسوس تجد نفسك في اقليم اوروبي غير ان هذا الاقليم وهذه الغابات تتعرض حاليا الى عملية ابادة ممنهجة ومخطط لها من قبل العصابات ومافيا الاحطاب التي لا تعرف للطبيعة وللبيئة قيمة ولا وزن الا مصالحها الشخصية بالدرجة الاولى ، وبحسب احد الناشطين في مجال البيئة عدنان المومني فانه يرى ان محافظة عجلون في طريقها الى التصحر بسبب حجم الاعتداءات على الثروة الحرجية اذا لم تتخذ اجراءات رادعة وحقيقية بحق المعتدين والمخالفين لا بل ان يكون للقانون قوة وسطوة في العقاب لاصحاب الضمائر الميته التي تعيث خرابا ودمارا في هذه الثروة.

 تدمير ممنهج

وتشكل الحرائق التي تأتي على آلاف الاشجار المعمّرة والتي تكون بفعل فاعل تحديا ثانيا للمحافظة وطبيعتها حيث تشير الاحصائيات وفق الدفاع المدني انه تم خلال العام الماضي نشوب 691 حريقا منها 613 حريقا مفتعلا و74 حريقا من عبث الأطفال و 4 حرائق بسبب اعقاب السجائر من المتنزهين لمناطق المحافظة وزوارها اتت على مساحة 3332 دونما نتج عن هذه الحرائق اتلاف 7339 شجرة منها 2998 شجرة حرجية و4341 شجرة مثمرة .
 وخلال جولة ميدانية لـ»الدستور « على المواقع المذكورة استمرت 6 ساعات لاحظت العَجب العُجاب والتدمير الممنهج والاعتداءات الصارخة على الثروة الحرجية التي باتت حديث المجالس واللقاءات ، حيث ان العاصفة الثلجية -بحسب المواطنين- كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وفتحت الطريق امام المواطنين والعصابات للاعتداء على الثروة الحرجية دون رادع او خوف من طواف او زراعة او دورية واصبح الاعتداء على الغابات والاشجار المعمرة في وضح النهار وعلى جوانب الطرق الرئيسة والفرعية وعلى مرأى من الاجهزة المختلفة دون ان تستطيع اتخاذ اية اجراءات وهنا يعلل مدير الزراعة المهندس رائد الشرمان لماذا يلقى اللوم كله على الزراعة والعاملين فيها في هذه المحافظة ، مشيرا الى ان المحافظة على هذه الثروة هي مسؤولية الجميع بكافة مواقعهم ، مؤكدا ان ما تتعرض له الغابات والطوافون وعمال الحماية وابراج المراقبة من اعتداءات وتهديدات بسبب ما يقومون به من واجب المتابعة اصبح كل ذلك فوق طاقتهم والأمور تنذر بخطر كبير تجاه هذه الغابات وان المعتدين يسرحون ويمرحون ولا تستطيع اي جهة القاء القبض عليهم ويستخدمون سيارات مضروبة لا لوحات عليها .
 
عصابات الغابات
وأكد ان العصابات التي تعتدي على الغابات تستخدم اساليب وطرقا حديثة ومراقبة لدوريات الزراعة على مدار الساعة وتعمل في الظلام وغير الظلام وتعتدي وتهدد لا بل تحتجز اليات الدوريات التي اكل عليها الدهر وشرب و بعضها غير مرخص ويسير بصورة مخالفة يعتدى عليها وعلى من فيها مطالبا بتفعيل واقرار قانون الحراج الذي يناقش تحت القبة حاليا بحيث يكون رادعا للمعتدين على الثروة الحرجية مطالبا بنفس الوقت بوجود قاض خاص بقضايا الحراج في كل محكمة لتسريع عملية القرارات والأحكام ، لافتا الى ان المديرية تقوم برفع الضبوطات المختلفة الى الوزارة وتحول المخالفين الى القضاء لاتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهم.
 واشار احد مهندسي الحراج في عجلون وهو يتجرع الماً ان سيارته الخاصة تعرضت للحرق التام من قبل مجهولين ما زال يسدد ثمنها حتى الآن ويتعرض للتهديد والوعيد ، مشيرا الى انه يعمل وزملاءه في ظروف صعبة جدا مع الطوافين وعمال الحماية وشاطره الرأي زميل آخر لا بل زاد ان احدى الدوريات التي كان يقودها تعرضت الاسبوع الماضي في منطقة الجب بعجلون للرجم بالحجارة والمطاردة واطلاق النار .
 وبين ان المعتدين على الغابات يقومون باستئجار البكبات والقلابات من مناطق خارج المحافظة في بعض الاحيان لنقل الاحطاب فيها وعندما تداهمها دوريات الحراج يفر افراد العصابة ويلقى القبض على السائق ومن معه من عمال وتحرر بحقهم الضبوطات المختلفة .
ولفت عامل الحماية في احد الابراج بمنطقة عنجرة احمد الزغول الذي التقته «الدستور» الى حجم المعاناة التي يتحملها جراء وجوده في البرج الذي يخلو من الانارة ( التيار الكهربائي ) رغم انشائه منذ اكثر من 20 عاما وقد تعرض البرج للاعتداء وتكسير زجاجه عدة مرات واتلاف محتوياته من افراد العصابات واخرها كان الشهر الماضي حيث يقع البرج في منطقة مطلة على الغابات المحيطة ويمكن من خلاله رصد الاعتداءات وعمليات التقطيع ، مبينا ان وضعه والمناوبين الاخرين اصبح محفوف بالمخاطر بسبب ما يواجهون من افراد العصابات ، مشيرا الى ان اخر مواجهه كانت بينه وبينهم قبل اسبوعين عن منتصف الليل ولم تحظر الشرطة الا بعد 3 ساعات وكانوا قد غادروا الموقع .
 ضبوطات حرجية

الى ذلك اوضح رئيس قسم الحراج المهندس هاني بكار انه تم خلال العام الماضي حتى الآن من هذا العام تحرير 504 ضبوطات حرجية بحق المخالفين والمعتدين على الثروة الحرجية في المحافظة منها 380 ضبطا حرجيا في لواء القصبة وقضاءي عرجان وصخرة و 124 ضبطا في لواء كفرنجة وتمت مصادرة 45 طنا من الاحطاب التي ضبطت مع المواطنين بصورة غير شرعية لافتا الى انه تم بيع 237 طنا من الاحطاب مقابل الثمن وجمع 100 طن من  الاحطاب الناتجة عن مشاريع الاستثمار الحكومي بسبب فتح الطرق والانشاءات وجمع 150 طنا من الاحطاب المتضررة من العاصفة الثلجية .
 وشخص المهندس بكار ان اسباب الهجمة والاعتداءات على الثروة الحرجية غير المبررة  في المحافظة والتي تتركز في مناطق عنجرة وراسون وعجلون بسبب ارتفاع اسعار المحروقات والبطالة وعدم وجود ردع قانوني فاعل بحق المعتدين اضافة الى ان قانون الحراج المؤقت رقم 44 لعام 2002 غير فاعل على الاطلاق .
 وشدد بكار على ان حماية الثروة الحرجية في عجلون ليست من مسؤولية الزراعة فقط ، داعيا الى توقيع مذكرة تفاهم مع الاجهزة الامنية والادارة الملكية لحماية البيئة لتحديد المهام والمسؤوليات للحفاظ على هذه الثروة الوطنية التي تشهد اعتداء وهجوما خارج قدرة العاملين في قطاع الحماية لهذه الغابات وما يجري يتم بالاعتماد على الجهود الشخصية .
 واعتبر بكار ان قلة وقدم الاليات المستخدمة في عملية المتابعة وعددها 4 وقلة عدد الطوافين وعدم وجود نقاط ثابته تشاركية ما بين الزراعة وغيرها من الاجهزة على تقاطعات الطرق والاماكن الساخنة الى جانب تنازع الصلاحيات يشكل تحديات اساسية للعمل مبينا ان استمرار اعتصام الطوافين وعمال الحماية بسبب كثرة الاعتداءات عليهم وعلى دورياتهم وتهديدهم بصورة مباشرة وغير مباشرة .
 مخلّفات التقليم
وفيما يتعلق بمشروع التقليم اوضح بكار ان المشروع الذي قيمة عطائه 79 ألف دينار شبه انجز ، مبينا ان مخاوف المواطنين من خطر نشوب الحرائق بسبب مخلفات التقليم غير مبررة لأن المتعهد باشر بجمع الاحطاب والنواتج والمتبقيات وبدأ بحرقها بعيدا عن الغابات معتقدا انها لا تشكل خطرا خلافا لما يتحدث به بيئيون وزوار المنطقة لافتا الى ان المخاوف تزداد مع قدوم الصيف من انتشار الحرائق خاصة في الصنوبريات التي لم يستطع عمال الحماية جمع احطابها بسبب العاصفة الثلجية .
 وبين المهندس حاتم فريحات مدير مكتب زراعة لواء كفرنجة انه يعاني من وجود 3 سيارات للحراج في اللواء الذي تبلغ مساحة 42 ألف دونم قديمة وشبه تالفه وغير مرخصة تعمل وسط مخاطرة ومخاوف كبيرة مطالبا بوجود اليات حديثة وزيادة عدد الطوافين الذي يتعرضون لمخاطر كبيرة .
 واشار عدد من الطوافين -فضلوا عدم ذكر اسمائهم- الى ان افراد العصابات يفتعلون الحرائق في مناطق حرجية كثيفة ما يستدعي القيام بفتح طرق امام الدفاع المدني لاطفاء هذه الحرائق ليسهل عليهم في وقت لاحق الدخول الى هذه الغابات وجمع الاحطاب المحترقة وتقطيع الاشجار الاخرى بسبب وجود الطرق لافتين الى ان تعليمات الزراعة تقضي بإغلاق الطرق في فصل الشتاء للحفاظ على الغابات .
 هذا هو واقع الثروة الحرجية وما تعانيه في عجلون من تقطيع وحرائق في غياب غير مبرر لمختلف الجهات المعنية عن اتخاذ الإجراءات الرادعة ومتابعة وملاحقة المتسببين الذين يسرحون ويمرحون دون قدرة على ضبطهم ومثولهم امام العدالة ، ولنقرأ الفاتحة على غابات عجلون اذا استمرت الأوضاع كما هي !!."الدستور"