زمان إنقلاب الأدوار

تتطاير الأوراق ويحدث أن يُوظف شخص غير مؤهل في عمل ليس من حقه لإعتبار ما، والشخص المؤهل قد يجد صعوبة في التوظيف فإن وجد من يقدر قيمته ويوظفه في بلده كان بها وإلا قد يهاجر إلى الخارج أو يجلس في بيته دون عمل، أو يطر ليعمل عملاً ليس في مجال اختصاصه ولا يظهر قيمته فمثلا لو عَمل المعلم ليومين مكان الطبيب الذي لم يُعترف بشهادته فأطر ليعمل كعامل وطن.... لا شك سيبدأ الطبيب بتحذير زملائه الجدد من أضرار التعامل مع النفايات على أجسامهم بدون ارتداء الألبسة الوقائية... هل سيطيق الطبيب التعامل مع النفايات؟ هل سيشتاق إلى الوقت الذي يتعامل فيه مع أدواته الطبية.

لو تركت المرأة عملها في الاهتمام بشؤون بيتها للرجل، ماذا سيحدث؟ لن يجد الرجل في تقطيع الخضروات مثلاً ملجئً لحاجته الملحة بأن يكون رب أسرة يوفر لأطفاله وزوجته حاجتهم الفسيولوجية.

وبالتأكيد ستجد المرأة صعوبة في التعامل مع التجار وطرق أبواب الرزق؛ فالمرأة الأم لديها حنان عظيم لتغمر به أطفالها، ورجوعها من العمل في الليل والجسد متعبٌ سيصعب عليه القيام بأشياء كثيرة. فأقول أن المرأة أو الرجل يملك كل منهما مكانته الخاصة التي يجب أن يحافظ عليها في المجتمع مما يضرها ولا بأس في ما لا يضرها.

إن المريض وحتى الذي يقاسي كرباً لا يشعر بمعانتهما إلا الذي عاش أو يعيش حقاً في مكانتهما. من رحمة الله – جل جلاله- بنا إعطاؤه كل واحد من الناس مميزاتٍ مناسبة لمكانة معينة في مجتمعه، ومن يبتعد عن مكانته المميزة فقد أعطاه الله تعالى العقلَ ليختار ويذهب إلى مكانه الصحيح، فمثلاً إن مكان الإنسانة الطيبة في قلب رجل طيب، وما يحدث غير ذلك كأن يتزوج خبيث إنسانة طيبة هو إمتحان من الله لعباده حتى يعرف مدى صبرهم على المصائب ثم يمكنهم العودة إلى مكانتهم الصحيحة.

فلا يجوز لشخص أن يضع نفسه في عمل لا يملك مؤهلاته، بل يجب أن يبحث عن مكانته المميزة التي أعطاه إياها الله رب العالمين. كم من كفاحٍ يكون في أعين الناس بحجم حقير وفي حقيقته كما في عين صاحبه أمر خطير