رئيس مجلس الاعيان السابق طاهر المصري : لا وجود لـ"الاسلام السياسي".

جراءة نيوز - اخبار الاردن :

قال رئيس مجلس الاعيان السابق طاهر المصري بأنه بات يقتنع أن الإسلام هو الإسلام بكل تعابيره السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وأن ما يندرج ما دون ذلك يعد تفاصيل، مشيراً إلى أن الحديث عن إسلام سياسي وإسلام غير سياسي لا يستقيم أبداً،وأكد خلال مشاركته في مؤتمر 'حركات الإسلام السياسي - تحديات وآفاق'، الاحد، أن أساس المشكلة عند التيارات الإسلامية التي تهدف إلى إقامة الدولة الاسلامية هو إختلاف الرؤى والمفاهيم التي تقوم عليها الحركات، متسائلاً عن أحقيتنا كمسلمين بالإختلاف على دين الله المنزل من السماء.

وحيا  المصري مركز دراسات الشرق الأوسط ممثلاً برئيسه جواد الحمد على المبادرة بعقد هكذا مؤتمر في الوقت الذي تتعدد فيه التحديات في عالمنا العربي بشكل عام، وتتشعب الآراء والإجتهادات حول واقع حركات الإسلام السياسي بشكل خاص.

حمزة منصور أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي قال في كلمته بجلسة الإفتتاح: إن لكل مرحلة عنوان، وإن عنوان هذه المرحلة هو صعود حركات الإسلام السياسي، حيث يتصدر الحديث عنها نشرات الأخبار وعناوين الصحف واهتمامات كافة الجهات الاعلامية والاستخباراتية والأمنية على المستوى الإقليمي والعالمي،وأكد 'منصور' أن الربيع العربي قد شكل مبشراً بـ 'عصر الشعوب' وإنتهاء الأنظمة الدكتاتورية، وكسر حاجز الخوف مما صنع رصيداً جديداً للقوى الحزبية والمجتمعية في نضالها من أجل تحقيق الحرية والكرامة للإنسانية.

وأشار إلى تجمع كافة القوى العالمية التي تجمعت لإفشال المشروع الإسلامي في عدة دول قد أثر على حساب الشعب، مشيراً إلى أن تجمع الأحزاب التي لم تلقى حظاً في العملية الديمقراطية مع المؤسسات العسكرية وأنظمة عربية والذي يحاول بكافة الطرق إفشال الإسلاميين في مصر يدعو للتساؤل عن إجابات شافية لما يحدث، وأكد على أن التجمع جدير بالوقوف عنده لوضع النقاط على الحروف في ظل التغييرات التي يعيشها العالم العربي.

وانطلقت فعاليات مؤتمر 'حركات الإسلام السياسي - تحديات وآفاق' والذي يعقده مركز دراسات الشرق الأوسط في العاصمة الأردنية عمان بمشاركة عدد كبير من المفكرين والباحثين المختصين من مختلف الدول العربية وسط حضور إعلامي مميز لجلسة الإفتتاح.

وقد وصل صباح اليوم الأحد عدد كبير من الضيوف المشاركين في المؤتمر الذي يهدف إلى الحديث عن واقع حركات الإسلام السياسي من بلدانهم، مقدمين أبحاثهم حول المواضيع التي كلفهم مركز دراسات الشرق الأوسط بها،وبدأ المؤتمر بكلمة للدكتور محمد اليدومي رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح أشار فيها إلى الواقع اليمني الذي عانى من إقصاء لكافة الأطراف التي كانت تعمل على الساحة بسبب تسلط الحزب الواحد.

وأكد على أن النظام اليمني كان يتبع سياسة الحيلولة دون توحد المعارضة والتقائها وتوحيد مواقفها، مؤكداً على أن الوقت الذي اجتمعت فيه المعارضة كان الأنسب لقيام الثورة في وجه نظام الظلم.

وأشار إلى عدم إمكانية العمل بإنفراد وإنعزال عن التيارات الأخرى، حيث أن العمل وبناء تنمية مستدامة يحتاج إلى توحيد جهود كافة الأحزاب والتيارات التي تعمل على الساحة ضمن نقاط التقاء يعمل بها الجميع دون إقصاء للآخر.

وقال اليدومي إن على الحركات الإسلامية مسؤولية كبرى واستثنائية تلقى على عاتقها في حفظ البلاد وبناء المجتمعات والإرتقاء بها نحو الأفضل.

وفي كلمة الإفتتاح الثانية قال الدكتور محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء الليبي أن معاناة ليبيا قد امتدت لـ 4 عقود مارس فيها النظام سياسة التجهيل والاستبداد للخروج بمجتمع متخلف برغم القوة الاقتصادية التي تملكها ليبيا.

وأكد صوان أن ثورة 17 فبراير كانت تمثل الحلم والفرحة الكبرى التي عاشها الليبيون بتخلصهم من النظام الفاسد الذي دمر المجتمع وعمل على تفريقه،وأشار إلى أن عملية إقامة الدولة الليبية تواجه العديد من المشاكل التي تشكل العقبة في طريق الدولة الديمقراطية التي يحلم بها الليبيون،وأوضح أن تركة النظام السابق من الفساد والمشاكل كانت العقبة الأكبر في طريق بناء الدولة.

وأكد على أن الضعف الاقتصادي والعسكري والاجتماعي هو النتاج الذي كان النظام السابق يسعى للوصول إليه ليحافظ على نفسه لأطول فترة ممكنة،وذكر ان التوجه الشعبي يجتمع حالياً على إقامة دولة القانون والمؤسسات وتوحيد الصفوف مما يشكل انفراجاً جزئياً للأزمة.

وأشار 'صوان' إلى أن الدولة الإسلامية تعاني من الضعف واقصاء الشريعة، وأن حركات الإسلام السياسي تهدف إلى إعادة تطبيق الشريعة في مختلف مناحي الحياة مما يشكل التحدي الأبرز للحركات التي لاقت إلتفافاً شعبياً واسعاً وكسباً واسعاً للنخب العربية والإسلامية.

مدير مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد شكر الحاضرين وأكد على أن إقامة المؤتمر قد خطط لها منذ 3 سنوات وقبل إندلاع ثورات الربيع العربي بأكثر من 3 شهور، لكن تطورات الأوضاع السياسية في العالم العربي قد شجعت على تأجليه وتم تكليف الباحثين بتجهيز أوراقهم البحثية لتعرض في هذا اليوم.

وأكد 'الحمد' على أن دراسة واقع حركات الإسلام السياسي تعد من أهم الدراسات في جامعات العالم إزاء التحول الديمقراطي في المنطقة العربية، مشيراً إلى أن الظروف الحالية قد شكلت فرصة مواتية للتعرف على التيار الإسلامي عن كثب ووفر فرصة للكثيرين لتفهم أطروحاته وتوجهاته ومواقفه.

وأشار إلى أن المؤتمر هدف إلى البحث والدراسة في حركات الإسلام السياسي بعملية وموضوعية ومناقشة تجاربها وتقييمها، وبحث التحديات التي تواجهها، ومن ثم تناول رؤاها الخاصة للمستقبل ومدى قدرتها على تطبيقها.

وشكر 'الحمد' الحضور مشاركتهم في المؤتمر داعياً إلى انجاح جلساته وفعاليته المختلفة، مشيراً إلى أن تصميم البرنامج حرص على بحث المسائل ذات الصلة بالعموميات،وختم حديثه متوجهاً بالشكر إلى وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية على جهودها في تغطية فعاليات المؤتمر متمنياً لها التوفيق في دقة النقل وموضوعيته.

يذكر أن مركز دراسات الشرق الأوسط مركز علمي مستقل لا يتبنى موقفا ايديولوجياً واحد أو ضد أحد ، وقد تأسس في عمان/الأردن بتاريخ 10 مارس/آذار 1991, وهو من المؤسسات الريادية في إجراء البحوث والدراسات والاستشارات وعقد الندوات والمؤتمرات وحلقات البحث العلمية، المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية.