الحسين يريد ثورة على يزيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحسين عليه السلام هو ابن فاطمة الزهراء ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه الذي لم يسجد لصنم قط.. وتربى في بيت النبوة.... والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا ".
عندما أقدم معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه على سابقة في الإسلام بتوريث الخلافة لولده "يزيد" وبذلك ما عادت تسمى خلافة بل ملكاً .. ولذلك رفض الحسين هذا الأمر المخالف لمنهج النبوة والخلافة الراشدة .... وعندما حضرت الوفاة سليمان بن عبد الملك كان قد سمّى عمر بن عبد العزيز من بعده .. لكن عمر رضي الله عنه رفض هذا التوريث .. فجاء إلى المسجد وصعد إلى المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال :" أيها الناس إني قد ابتليت بهذا الأمر على غير رأي مني ولا طلب له .. ولا مشورةً من المسلمين .. وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي .. فاختاروا لأنفسكم خليفةً ترضونه .. ثم نزل "
وهو بذلك يعلّم الناس أن الخلافة ليست وراثة ولا بالتعيين وإنما هي بالمشورة والاختيار أي الانتخاب . ...لكن المسلمين بعد ذلك اختاروه ورضوه خليفةُ لهم برغبتهم وبشبه إجماع .. ولذلك سمّاه المسلمون الخليفة الخامس وأسقطوا من حسابهم من قبله من ملوك بني أمية .
هناك سبب آخر دعا الحسين وكثير من الصحابة رضوان الله عليهم لرفض هذا الأمر ( خلافة يزيد ) غير سبب التوريث ، وهو معرفتهم بحال يزيد بن ميسون بنت بحدل الكلبية وقالوا أنه لا يصلح للخلافة .... لهذين السببين قام الحسين ومن معه يطالبون بإحقاق الحق وإصلاح الحال وتقويم الاعوجاج لأنه إذا استمر سيزداد كل ما طال به الأمد ..
وهذا ما حدث فعلاً وهو ما يعاني منه المسلمون حتى اليوم في بقاع العالم الإسلامي بسبب الحكام الذين هم على شاكلة يزيد وعلى درب يزيد .. لا بل أن حال يزيد الذي ثار الحسين عليه هو أفضل من حال حكام هذا الزمان .
رفض الحسين التوريث ورفض أن يحكم الناس من في الناس من هو أفضل منه فقهاً وعلماً وصلاحاً وكفاءة .. زيادةً على عيب التوريث المخالف لمنهج النبوة والخلافة الراشدة .
رفض الحسين حكم يزيد المخالف للمنهج النبوي ثم قّدم روحه وسال دمه من أجل ذلك الحق ليعلم المسلمين من بعده أن يرفضوا التوريث أولاُ ولا يقبلوا حاكماً وفيهم من هو أفضل منه .. وأن يختاروا خليفتهم بمبدأ الشورى أو الانتخاب شريطة أن يكون المرشحون ممن تنطبق عليهم مواصفات الخليفة الراشد .. وليس من هب ودب .
إن أكثر الحكام العرب اليوم يشبهون يزيد بالتوريث أولاً ثم بالحال لا بل أنني أجزم أن حال يزيد لم يكن بسوء أحوالهم.... أما الشعوب الثائرة اليوم على حكامها فكلهم "حسينيون" إن أخلصوا النية لتكون كلمة الله هي العليا .. يرفضون التوريث ويرفضون الحاكم الذي لا يكون بصفات الخليفة الراشد على منهج النبوة .
لقد قدّم الحسين دمه وروحه من أجل الحق والحرية والإسلام العظيم لتكون كلمة الله هي العليا .. فهنيئاً لك يا ابن بنت رسول الله وهنيئاً للمسلمين من بعدك الذين يسيرون على دربك في مقارعة الحكام الظالمين المستبدين .